مدينة خنيفرة بالمغرب
فيضان يهز كل الأحياء المحاذية ل "شعبة أقلال" وخاصة دوار "بولحيا".
قبل الكارثة شاءت الأقدار أن أكون متواجدا بصفتي من سكان دوار بولحيا بخنيفرة، الدوار الذي اكتسحته السيول وعاينتها وعاينت قوتها الكارثية وهي تتوغل ليس من مجراها الطبيعي فحسب وإنما من الأزقة بعد أن تحول مسارها بفعل انسداد القنوات المخصصة للتصريف وخاصة بالنقطة المعروفة بالقرب من سوق السبت عند القنطرة بين حيي بولحيا وأيت خاصة.
كنت داخل منزلنا بالحي المذكور أترقب الوضع عن كثب بعد أمطار رعدية قوية حوالي الساعة السادسة مساء من يوم الخميس 13 شتنبر 2013، وقفت الزخات واتجهت نحو جبل أقلال وبعد دقائق من توقفها انطلقت السيول الجارفة وأتت على الأخضر واليابس واقتحمت الفضاء الخاص لساكنة مغلوبة على أمرها، كانت كما كنا فقط تريد أن تنفلت من الغرق في غياهب الطين والوحل والمياه التي غمرت كل الدور السفلية للحي المذكور، من على السطح، وهذه حقيقة، شاهدت مشهدا مروعا رهيبا والسيول تتلاطم بحثا عن أي منفذ لتتوغله، والسيول تنقل كل الشوائب بل وتنقل العربات من سيارات صغيرة ومتوسطة ارتأت السيول المرتدة من نقطة القنطرة التي انسدت أن تنقلها إلى عمقها، آنذاك كان بعض السكان بالنقطة ذاتها يقومون بإنقاذ كل العالقين داخل سياراتهم بالحبال، الكارثة تواصلت وتم إنقاذ سيدتين علقتا بمنزليهما المحاذي لمجرى السيل الجارف، تخيلوا أن الموت كان يفصلهما عنه فقط بضع سنتميترات وهن عالقات، وبعد تراجع السيول أنقذن بوسائل عادية ونقلت إحداهن في وضع حرج إلى المشفى.
هي ذي الأوضاع الأولية ولا نعلم هل هناك خسائر بشرية مضافة إلى الخسائر المادية الكبيرة، السلطات حضرت فقط بعد الكارثة أما قبلها فأنتم تعرفون الحكاية وكثيرا ما نادينا بالوضع الخطير غير المعالج بنيويا، اليوم عرى أقلال عورة البنية التحتية لخنيفرة، وللإشارة فكثير من الأحياء سجل فيها نفس الوضع وخاصة حي المسيرة السفلى حيث هاجمته سيول واد بوزقور ذي الجريان المؤقت.